Friday, January 02, 2009

إسرائيل تكرر سيناريو اغتيال شحادة مع "أسد فلسطين" في مخيم جباليا

جباليا(غزة)- أ ف ب

أعاد اغتيال القيادي البارز في حركة حماس نزار ريان إلى الأذهان سيناريو استهداف القائد العام السابق لكتائب عز الدين القسّام صلاح شحادة الذي استهدفته في نهاية تموز (يوليو) 2002 بقنبلة تزن طنا ألقتها طائرة إسرائيلية من نوع (إف 16)على بناية في حي مزدحم بمدينة غزة، مما أودى آنذاك بحياة 18 فلسطيني بينهم 8 أطفال.

وفي السيناريو الجديد القديم حولت الصواريخ التي ألقتها طائرات حربية إسرائيلية على منزل نزار ريان محيطه السكني في وسط مخيم جباليا للاجئين إلى كومة من الحجارة اختلطت بدماء القتلى وأشلائهم. وانتشل شبان اندفعوا إلى المنزل المدمر وهم من جيران نزار ريان (52 عاما) جثته من بين أنقاض المنزل المكون من خمس طبقات.

وعمل الجيران والمسعفون وسط النيران والدخان المتصاعد من المنزل المدمر على انتشال جثث القتلى وهم بشكل خاص إضافة إلى ريان زوجاته الأربع وعدد من أطفاله.

وبدت بقع دم على جدران المنزل المدمر، بينما انشغل مسعفون بلملمة أشلاء القتلى التي تناثرت في الطريق الضيق المؤدي إلى منزله.

ودمر صاروخان ألقتهما طائرة حربية منزل ريان تدميرا كاملا، إضافة إلى خمسة منازل ملاصقة به, فيما لحقت أضرار جسيمة في نحو عشرين منزلا آخر في محيطه.

وبينما كانت سيارات الإطفاء تحاول إخماد حريق شب في المنزل ومنزلين مجاورين، كانت الطائرات الإسرائيلية تنفذ مزيدا من الغارات الجوية مستهدفة مدرسة تابعة لحماس ومنزلا آخر في جباليا.

ورفض الحاج محمد المدهون (70 عاما) الخروج من بقايا منزله الملاصق لمنزل ريان، وقال: "طلبوا من الشيخ نزار المغادرة لكنه رفض (...) الضربة انتهت, وما أرادوه حققوه فقتل الشيخ رحمه الله". ولم يعرف العجوز بعد أن ابنته التي كانت في الطابق الأرضي من منزله قد قتلت أيضا في الغارة.

وأمام باب منزل مدمر جزئيًّا مقابل منزل ريان وقفت الطفلة الهام أبو حمد (12 عاما) تبكي وتقول "يريدون أن يقتلونا".

وهرع إلى المكان المستهدف على الفور مئات الفلسطينيين، بينما كان رجال الدفاع المدني يعملون على إبعادهم كي يتسنى البحث عن ثلاثة أطفال كانوا لا يزالون تحت الأنقاض. وقال نعيم وهو ضابط في جهاز الإطفاء "لا أحد يريد أن يسمعنا, نحاول إزالة الركام قبل أن يحل الليل لعلنا نعثر على الأطفال أحياء".

فجأة يصرخ شاب في العشرينات من عمره بعد أن عثر على جثة طفلة "شهيدة" لا تتجاوز الأعوام الثلاثة انتشلها من تحت الحجارة المدمرة. وقال "الله ينتقم منك يا (وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود) باراك, ما ذنب هذه الطفلة؟".

واستذكر المسعف عبد الحافظ المنظر المماثل الذي عاشه قبل سنوات عندما قصفت إسرائيل منزل القائد العام لكتائب القسّام صلاح شحادة وقتلته، وقال عبد الحافظ "المأساة تتكرر والمذبحة تتكرر لكن القاتل هو نفسه".

وعلق صديق لنزار ريان الذي يحلو للكثير من أنصاره إطلاق لقب أسد فلسطين عليه "رحل الشيخ ريان وهذا ما كان يتمناه أن تمزق صواريخ العدو جسده الطاهر" وتابع بلهجة غضب "على إسرائيل أن تستعد للرد على مجازرها.. حضروا أكفانكم (كتائب) القسّام ستلاحقكم في كل مكان من فلسطين ودم ريان لن يذهب هدرا".

وعلى الفور أطلقت كتائب القسّام عدة صواريخ "غراد" على البلدات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، وقالت: إن هجماتها هذه تأتي "ردّا على مجازر" شمال قطاع غزة.

وفي مستشفى كمال عدوان؛ حيث نقل المصابون تجمع مئات الفلسطينيين الغاضبين حول ثلاجة الموتى وبعضهم يردد هتافات "بالروح بالدم نفديك يا شيخ نزار" ويتوعدون بالثأر لمقتله، أما الجيش الإسرائيلي فاكتفى أحد مصادره بالقول: إن منزل ريان استهدف بغارة شنتها طائرة حربية إسرائيلية.

0 comments:

 

Blogroll

My Hanitizer

My Assault on Proper English Must Go On

Text

Hanitizer Copyright © 2009 WoodMag is Designed by Ipietoon for Free Blogger Template